الأربعاء، 11 مايو 2011

الي صديقي حسيب ونهلة زوجته:(نشر تحت عنوان:ثقوب في الذاكرة)



فرحة:
اما يزال في هذا القلب متسع للغناء
ومازال في الحياة هذا السيل من الطفولة..؟؟؟
وانا تتآكلني يوميا عناكب الحزن وذباب الوهم المرجو...؟
كنت قبل قليل اتأمل في ذاتي التي هجرتها طويلا ولا اعرف عنها شئا سوي انني استسلمت لتلك العناكب واسلمتها القلب لتقتله بشكل بطئ وتنسج حول المتآكل منه خيوطا تشير الي انتهاء الحركة هنا ....
يااااااااااااااااااااالله يفأجئني الفرح كله دفعة واحدة وكاد القلب والجسد المنهك من فرط هذه الطفولة ان يتشظي ...وما زال بيننا طفل تنساب البراءة منه حلوة ودافئة كحليب الامهات ورائحة حقول القمح في بلدي..
قال تملأه رعشات الطفولة الاولي ودون سابق انذار ويلعثمه الفرح الرطب في حنجرته ويسد منافذ الكلام امي وافقت وقررنا ان ...وبعدين ..عاوزين نستفيد من خبرتكم ..مش كده ..مش احسن نعرس......)ومازال يمطرني بهذه النبرة الطفولية حتي صمتنا جميعا عميقا كثيرا .....
تحركت قليلا حاولت ان اقول شئا يفيد او اي شئ حاولت ان اقول له اوقف هذا الفرح عني او ان يجرعنا له قطرة قطرة فما عاد يباس هذا القلب يحتمل كل هذا ...ولكنه يستمر مزهوا بحبيبته وطفولته وبعدين لازم نقرا ليكم ما كتبناه لاهلي ...) وصحت في داخلي :::يااااااااااالله ايوجد في هذا الكون طفل بهذا الحجم ...؟؟؟؟
ايوجد في هذا الكون طفل تغمره البراءة والصدق اكثر منك ؟؟؟
هنا احسست اني لابد ان اتدخل ...اقول شيئا اي شئ ...
ان انتهر هذا الطفل ليصمت ...
عندها تحول كوب العصير بيدي الي عصاة كعصي موسي ...اتوكا عليها واهش بها عناكب الحزن من قلبي ...ولي فيها اخر ...
استطال شعر لحيتي واشتعل الراس شيبا وتحولت الي شيخا جاوز التسعين وتغيرت ملامح وجهي وهمست بعد ان الجمني الفرح همست ...: (انتو عارفين يا اولادي ...انو زمنكم ما زي زمنا ..بعدين متين بقيتو للعرس ..بعد ما تكملو قرايتكم ..نعقد ليكم انتو لسة في الابتدائ ..))) وهكذا سرحت طويلا مرتديا ذلك الشيخ ووقفت طويلا متمعنا هذه الطفولة الخضراء علي يميني وتلك الفراشة البيضاء علي يساري تحلق فوق طاولة القلب المحزون تذكره بان الحياة ما زالت خصبة ووما زال في الوقت متسع للغناء .ولو لا ان اشعل ذلك الطفل راسي شيبا لقفزت من مقعدي مصفقا وراقصا ولكنها الطفولة المتدفقة علي القلب تملاءه وقارا فالزم الصمت ..
تنفست ملئ رئتي باوكسجين الفرح حتي فاضت عيناي وتلوت في خشوع ...(وجعلنا لكم من انفسكم ازواجا ))..فتعالو اشيد لكم من فرحي كوخا لا يدخله الحزن ابدا ولتسكن اليها وتسكن اليك وتستمر الحياة خضرة وماء
امتطوا الان مباركة طفولتكم صهوة الفرح الجميل نحو الانعتاق واسرجوا عواطفكم نحو الفجر وكونا عتاد بنادقنا نصوبها نحو الاعداء وجدلة عرس نلبسها في يوم زفاف للوطن .
استقيموا
يرحمكم الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق